تقديم: مارسيليا يستقبل الميلان في مباراة خارج التوقعات مباراة قوية ومنتظرة وقد تلعب الدور الأكبر في تأهل أي من الفريقين للدور التالي من البطولة الحياة أخيرًا لملاعب دوري أبطال أوروبا بانطلاق مباريات الجولة الأولى
لدور المجموعات مساء اليوم الثلاثاء، وتحديدًا في العاشرة إلا الربع
بتوقيت السعودية والتاسعة إلا ربع بتوقيت مصر، وتُعد مباراة مارسيليا
الفرنسي أمام ضيفه الميلان الايطالي على ملعب الفيلودروم الخاص بالفريق
الفرنسي إحدى أبرز مواجهات الجولة الأولى نظرًا لكونها ستلعب دور حاسم في
تحديد هوية الفريق المتأهل للدور التالي بجانب المرشح الأبرز في المجموعة
"ريال مدريد الاسباني" وبعد استبعاد الفريق صاحب الخبرة المتواضعة "زيوريخ
السويسري"، وهي المباراة التي ستكون محور تقريرنا التالي، والبداية مع
نبذة بسيطة عن كلا الفريقين:
أسِس نادي مارسيليا عام 1899 في مدينة مارسيليا الفرنسية الساحلية وقد سمي النادي باسمه الحالي نسبة الى تلك المدينة، وكانت بداية النادي لممارسة رياضة الرجبي ذات الشعبية الكبيرة في فرنسا، وحتى الآن النادي لايزال يتضمن تلك اللعبة ويشتهر بها.
ملعب الفيلودروم هو الملعب الخاص بنادي مرسيليا ويستخدم لرياضة الرجبي وكرة القدم، ويتسع لـ60000 متفرج تقريبًا.
يُعد الفريق من أكبر الأندية الفرنسية
وأكثرها تتويجًا بالألقاب المحلية، حيث فاز الفريق بـ8 بطولات للدوري
الفرنسي وحل في المركز الثاني في 9 منها، ويمتلك الرقم القياسي في عدد
مرات الفوز ببطولة كأس فرنسا برصيد 10 ألقاب وكان الوصيف في 8 منها، لكن
النجاح الأكبر للنادي يُعد فوزه ببطولة دوري أبطال أوروبا عام 1993 وحساب
الميلان بالذات، وبهذا يمتلك النادي رقمًا فريدًا كونه النادي الفرنسي
الوحيد الذي تمكن من الفوز بلقب تلك البطولة الغالية، والتي حقق المركز
الثاني بها عام 1991، وقد حقق مرسيليا نفس المركز "الثاني" في بطولة كأس
الاتحاد الأوروبي لعامي 1999 و2004، وتمكن من الفوز ببطولة إنترتوتو
الأوروبية عام 2005.
النادي الفرنسي تعرض لضربة قوية عام
1994 بتورطه في فضيحة كبيرة هزت الكرة الفرنسية وكان بطلها رئيس النادي
"بيرناند تابيه"، وتتعلق الفضيحة بتلاعبات مالية وتقديم رشاوي للتلاعب
بنتائج المباريات، وكانت نتائجها هبوط الفريق لدوري الدرجة الثانية
الفرنسي وتجريده من لقب الدوري الفرنسي لموسم 1992-1993، ولكن النادي عاد
لدوري الدرجة الأولى بعد موسمين بعد أن اشتراه الملياردير روبرت لويس
دريفوس مالك شركة أديداس العالمية، والذي صنع بعدها بأعوام بسيطة فريق قوي
تمكن من حصد بعض النجاحات المحلية والأوروبية وأبرزها التأهل لنهائي بطولة
كأس الاتحاد الأوروبي 1999 قبل الخسارة أمام بارما الايطالي ثم تكرار
الأمر عام 2004 والخسارة أمام فالنسيا الاسباني بعدما نجح النادي باخراج
ليفربول الانجليزي والإنتر الايطالي في المراحل السابقة.[/size]
يرأس النادي حاليًا بيبي ديوف ويُدربه
الفرنسي الشهير ديديه ديشامب، ويعد الثلاثي مامادو نيانج وتايي تايوه
وبرانداو هو أشهر وأبرز نجومه.
الفريق تأهل للمشاركة بدوري أبطال
أوروبا الحالي بعدما أنهى الموسم الماضي للدوري الفرنسي في المركز الثاني،
وقد خسر البطولة أمام بوردو بفارق 3 نقاط فقط.[/size]
الميلان الايطالي:أسس نادي الميلان عام 1899 في مدينة
ميلانو الايطالية وبواسطة الانجليزي هاربيرت كيلبين، وقد بدأ النادي
برياضتي كرة القدم والكريكيت لكن سرعان ما اختفت الرياضة الثانية بعد 5-6
سنوات لاحقة وتحول اسم النادي لإي سي ميلان الخاص بكرة القدم فقط، ويُلقب
النادي بألقاب عديدة أشهرها الديافولو والروسونيري.
يتخذ الفريق من ملعب سان سيرو المملوك
لبلدية ميلانو ملعبًا له وبالمشاركة مع جاره نادي الإنتر، وتبلغ سعة
الملعب الرسمية 82 ألف متفرج تقريبًا، وقد كان شاهدًا على عديد الانجازات
التي حققها الفريق محليًا وأوروبيًا.
ويُعد الميلان واحدًا من أكبر الأندية
في أوروبا والعالم بشكل عام، ويتصدر حاليًا قائمة الفرق الأكثر فوزًا
بالألقاب الخارجية برصيد 18 لقب وقد شاركه مؤخرًا فريق بوكاجونيور
الأرجنتيني ذلك الرقم الفريد.
بالنظر للبطولات التي حققها الفريق،
نرى أنه فاز بـ17 لقب للدوري الايطالي يحتل بها المركز الثاني في قائمة
الفرق الأكثر فوزًا بالبطولة وبمشاركة الإنتر وخلف اليوفنتوس، بالاضافة
لذلك فقد تُوج الفريق بـ5 ألقاب لكأس ايطاليا و5 ألقاب لكأس السوبر الايطالية.
أما الساحة الأوروبية، فهي الملعب
المفضل للروسونيري خاصة في الـ20 عامًا الأخيرة وهي الفترة التي تولى بها
سيلفيو بيرلسكوني رئاسة النادي بعد شرائه في منتصف الثمانينات تقريبًا،
فالفريق يمتلك 7 ألقاب في دوري أبطال أوروبا مما يجعله في المركز الثاني
خلف ريال مدريد صاحب الـ9 ألقاب، بالاضافة لفوزه مرتين بكأس الكؤوس
الأوروبية و5 مرات بكأس السوبر الأوروبية وهو رقم قياسي ينفرد به النادي،
وأخيرًا 4 ألقاب لكأس الإنتركونتيننتال أو كأس العالم للأندية بنظامها
ومسماها الجديد.
ولم يختلف حال الميلان عن منافسه
الفرنسي بخصوص التورط في الفضائح الكبيرة، حيث أجبر النادي على الهبوط
لدوري الدرجة الثانية الايطالي بعد تورط رئيسه كولومبو بفضية كبيرة تتعلق
بالتلاعب بالنتائج نتيجة أغراض خاصة بالمراهنات وهي الفضيحة التي تسمى
بفضيحة التوتونيرو عام 1980، وقد عاد الفريق بعدها بموسم واحد الى السيريا
آ لكنه عاد وهبط بعد احتلاله المركز الـ14 في البطولة، قبل أن يشتريه
بيرلسكوني ويُنقذه من الضياع بل ويعد بأن يجعله أحد أفضل أندية العالم،
وقد أوفى وعده بالفعل، وقد عاد النادي للتورط بالفضائح عام 2006 حين تورط
في فضيحة الكالشيوبولي التي كان بطلها اليوفنتوس، ولكن الميلان لم يتعرض
لعقوبات كبيرة نتيجة عدم وجود أدلة حقيقية على تورطه واكتفت المحاكم
الايطالية بخصم عدد من النقاط من مسيرة الفريق للموسم التالي.
ويرأس النادي حاليًا سيلفيو بيرلسكوني
ويُدربه البرازيلي الشاب ليوناردو ويضم عدد من النجوم الكبار وأبرزهم
أليكساندر باتو وأندريا بيرلو وأليساندرو نيستا وكلاس هونتلار وفيليبو
إنزاجي وجانليوكا زامبروتا.
وقد تأهل الميلان لدوري أبطال أوروبا
الحالي بعد احتلاله للمركز الثالث في بطولة الدوري الايطالي للموسم
الماضي، وهو المركز المؤهل بشكل مباشر لدور المجموعات في البطولة.ما قبل اللقاء: مارسيليا في الطريق الصحيح والميلان يعود للخلفبدأ مارسيليا الموسم بأفضل طريقة ممكنة
وأرسل أقوى الرسائل للأندية الفرنسية والأوروبية والتي تُؤكد رغبة النادي
الكبيرة في العودة لمنصات التتويج، وبقيادة المدرب المتميز ديديه ديشامب
والهداف السنغالي الخطير مامادو ديانج والذي يحمل شارة قيادة الفريق.مارسيليا لعب حتى الآن 5 مباريات في
الدوري الفرنسي فاز في 3 وتعادل في 2 ولم يخسر أبدًا، وقد سجل مهاجموه 6
أهداف وتلقت شباكهم هدفين فقط، وقد خرج الفريق بتعادل سلبي في أقوى
مبارياته أمام بطل الموسم الماضي "بوردو" في الجولة الرابعة من البطولة،
ويحتل الفريق حاليًا المركز الرابع في جدول الترتيب برصيد 11 نقطة وبفارق
الأهداف عن مونبيليه في المركز الثالث وفارق نقطتين عن الثنائي بوردو
وليون في الصدارة.في المقابل، وبشكل مضاد تمامًا كانت
بداية الميلان للموسم الحالي، وكانت الاشارات واضحة من المباريات الودية
التي حقق خلالها الفريق نتائج سلبية للغاية حتى أنه هُزم في 8 منها، مما
أدخل الشك للكثير من الجماهير بقدرة البرازيلي ليوناردو ومجموعته "الغير
مدعمة" على الصمود والمنافسة المحلية والقارية.الروسونيري لعب 3 مباريات في الكالشيو
فاز في الأولى على سيينا 2-1 قبل أن يخسر مباراة الديربي بنتيجة كارثية
وصلت الى 4-0 ثم يُحقق تعادلًا مخيبًا بنتيجة 0-0 مع ليفورنو الصاعد
حديثًا من السيريا بي، مما جعل الفريق يجمع 4 نقاط فقط يحتل بها المركز
الـ10 بفارق الأهداف عن الثلاثي أودينيزي وباليرمو وبارما وفارق 5 نقاط
كاملة عن ثلاثي الصدارة "اليوفنتوس وجنوا وسمبدويا".الفريقان يفتقدان لعدد من الأوراق
المهمة قبل المباراة، وأبرزها الافواري باكاري كونيه الذي تعرض لاصابة في
ركبته في نهاية الشهر الماضي، وهو أحد الأعمدة الرئيسية في هجوم مارسيليا،
وبجانبه يغيب كذلك الثنائي لوتشو وجاري بوكالي، أما الميلان فسيفتقد
لخدمات الحارس كريستيان أبياتي والمهاجم ماركو بورييلو ويبقى الخبر السعيد
لليوناردو هو عودة لاعب الوسط جينارو جاتوزو واستدعائه للقاء، وإن كانت
التوقعات تؤكد وجوده على دكة البدلاء في ملعب الفيلودروم.هل يفعلها ديشامب أم يعود ليوناردو بالكثير من الثقة من رحلته الفرنسية !!يؤكد جميع المتابعين للبطولة الأوروبية
أن تلك المباراة ستلعب الدور الأكبر في تحديد الفريق صاحب البطاقة الثانية
والمصاحب لريال مدريد الاسباني للدور التالي من البطولة، نظرًا لقوة
الفريق الاسباني وأفضليته وفي نفس الوقت تواضع مستوى زيوريخ السويسري
وانعدام خبرته في تلك المواجهات، ولذلك تحظى المباراة بأهمية كبيرة من كلا
الفريقين ويراها كل منهم مباراة كؤوس لا تقبل القسمة على إثنين.ويمنح المتابعون الفريق الفرنسي
الأفضلية الواضحة خلال اللقاء ويرون أن المباراة فرصة لاستغلال تراجع
مستوى الميلان الفني والبدني والذهني وتحقيق بداية قوية في البطولة، وإن
كان المدرب ديشامب يرى عكس ذلك تمامًا وهو ما انعكس على تصريحاته التي حذر
بها الفريق واللاعبين من الاستخفاف بالميلان أو الانخداع بنتائجه السلبية
وخاصة مباراة الديربي، مؤكدًا أنه يتوقع رؤية ميلان كبير بلاعبين كبار
وأبرزهم باتو وبيرلو ونيستا.في المقابل، يسود التفاؤل الحذر أطراف
البيت الميلاني، حيث يرى البعض أن خبرة الفريق الكبيرة في البطولة ستكون
الداعم الأساسي له في المباراة القادمة وأنه بمن يمتلك من نجوم كبار قادر
على العودة بنتيجة ايجابية يستعيد بها ثقته المفقودة ويكتسب جرعة معنوية
كبيرة تساعده على العودة بقوة للدوري الايطالي، وهذا ما أوضحه أدريانو
جالياني نائب رئيس النادي حين قال أن دوري الأبطال هو موطن الميلان وهدفه
الأساسي، ولكن البعض الآخر يرى العكس تمامًا ويتوقع مباراة صعبة للغاية في
الفيلودروم ولهذا يطالبون بتغييرات كبيرة عن الفريق الذي خاض مباريات
الدوري حتى يتجنب الظهور بمستوى سيء ويعود بنتيجة ايجابية، ولكن البرازيلي
ليوناردو أكد في تصريحاته الأخيرة أنه لن يُحدث ثورة في الفريق والتغيير
لن يكون الا في حدود المعقول والذي لن يشمل أكثر من لاعبين أو ثلاثة.ويعتمد الفرنسي ديشامب على خطة 4-3-3
وبأسلوب هجومي بشكل كبير، معولًا على قوة الأطراف وأداءها الهجومي
الايجابي وخاصة الأيسر تايوه مع الأداء المتميز من الثلاثي الهجومي نيانج
وبرانداو وحاتم بن عرفة -بديل المصاب باكاري كونيه- ودعم الثنائي شيرو
وسيسيه من الوسط، ولكن بكل تأكيد ستتراجع حدة الهجوم الفرنسي في المباراة
أمام الميلان حتى لا يُخدع الفريق ويقع في الفخ الميلاني بفتح الملعب وترك
المساحات الفارغة أمام مهاجمي الروسونيري وهجماتهم المرتدة السريعة
والخطيرة بواسطة البرازيلي باتو.ليوناردو في الطرف المقابل يعتمد على
أسلوب 4-3-1-2 المتزن دفاعًا وهجومًا، وبالاعتماد على ثلاثي الوسط بيرلو
وفلاميني -لاعب مارسيليا السابق- وأمبروسيني أو أباتي في تحديد ريتم
الفريق وقوته الدفاعية والهجومية، وفي الغالب سيكون أسلوب الدفاع الايجابي
هو المتبع من الروسونيري خلال اللقاء بالاعتماد على التكتل الدفاعي القوي
مع الهجمات المرتدة المباغته عبر الثلاثي الأمامي سيدورف وباتو وهونتلار
أو إنزاجي مع توقعات كبيرة بابقاء البرازيلي رونالدينو على دكة البدلاء
بعد المستوى المتواضع الذي ظهر به في المباريات السابقة.ويُعد الخط الأمامي هو نقطة القوة
الواضحة في كلا الفريقان، خاصة بما يضمان من لاعبين يمتلكون الكثير من
المهارة والسرعة والقدرة التهديفية الكبيرة والأهم القدرة على التحرك في
المساحات الفارغة واستغلال فارق السرعة والمهارة مع الدفاع المنافس، فيما
ستحظى معركة الوسط بالأهمية الكبرى في المواجهة بين الفريقين وإن كان عامل
الخبرة يلعب لصالح وسط الروسونيري فإن عامل السرعة والحيوية يقف مع أصحاب
الملعب، ويبقى الخط الخلفي صاحب الدور الحاسم في اللقاء وإن كان العمق
يميل لصالح الميلان بتواجد الثنائي سيلفا ونيستا، فالأطراف تميل لصالح
مارسيليا بتواجد بونارت وتايوه.هي مباراة قوية بالفعل، يُفتتح
بها دور المجموعات في البطولة وستحظى بأهمية كبيرة ويُتوقع أن تمتاز
بالكثير من الندية والاثارة نظرًا للظروف الكثيرة المحاط بها، سواء العداء
الكبير بين الفريقين بعد نهائي دوري الأبطال عام 1993 أو رغبة كل منهما في
حصد أول 3 نقاط له في البطولة لكي تكون سنده في الجولات القادمة، والأهم
أن فوز مارسيليا سيؤكد رغبته الكبيرة في استعادة الأمجاد من جديد أما فوز
الميلان فسيعيد للفريق ثقته المفقودة وسيساعده بشكل كبير على العودة
القوية في السيريا آ، لذلك توقعوا مباراة قوية واحرصوا على مشاهدتها.